رموز تحيا ورموز تموت!!!
عبير حميديë
وقفت مخدوشة الأنوثة قبل يومين في مخيطة السوق الشهيرة التي كنت قد اعتدت التردد عليها حتى أصبحت من الزبونات المعروفات فيها،مره أضيق ومره أقصر،أغير وأبدل من قصات تنانيري وفساتيني ما يروق نفسيتي ويرضي جنوني لكن،هذه المره،نظر الي الخياط باستغراب اذ رغبت باصلاح بلوزة قديمة وكالحة من كثرة الغسيل.
- لويش هاي؟سالني
- هاي أول بلوزة اهداني اياها حبيبي! أجبته
- بروزيها! قالها باستهزاء
لقد كان استهزاءه مقصودا،"بروزيها"، كلمة أساءت لي ولذكرياتي ولرموزي،لبلوزتي،لرمز كنت أود أن أرممه وأن أحتفظ به لأبد الابدين،يحيا معي ويموت معي وهكذا هي الرموز.
نحن النساء نمنح الرموز في حياتنا تاريخ ميلاد نحتفل به في كل سنة،نحتفل بتاريخ أول قبلة ونحتفل بتاريخ أول لمسة يد،نذكر أول طاولة تسامرنا حولها في المقهى البعيد،نملأ جواريرنا بالكراكيش،بالرموز،بتذكرة أول فيلم سينما شاهدناه سوية وبأول كرت معايده كتبوه لنا.هناك من تحتفظ بحبة ملبس أهداها اياها،وهناك من تذكر أول أغنية كان يرددها امامها بلهفة غير عادية،وهناك من تذكر ان تشيع رموزها وذكرياتها في جنازة او اكثر في السنة،ما يعادل عدد الرموز المحفوظة بعناية في جارور خزانتها.
أنتم..كم أنتم ماهرون في دفن الرموز،في تجاهل الرموز وتناسيها،في السخرية منا ومنها،رومانسيات،خياليات، غير واقعيات،تافهات..تصفوننا..و"عمليين" تصفون انفسكم،عمليين لدرجة ان رزنامتكم العملية لا تتسع لتذكر تاريخ بسيط مثل عيد ميلاد واحدة منا،عمليين وبارعين ومتفرغين لكسر أكبر عدد من القلوب التي ستحتفظ بجواريرها باكبر عدد من الرموز التي ستتركونها لنا.
تحلو جواريركم من هذه الرموز لكنها مملوءة بسجلات الخيانات،الاستهتارات والاهانات،اهانة ان لا تتذكر تاريخ ميلادها،اهانة أن لا تتذكر مكان وزمان أول قبلة،اهانة ان لا تتذكر أنها لا تحب شرب القهوة بل تحب شرب الشاي مع النعناع،ليست تفاهات،بل رموز،والحب يبدأ باحترام تلك الرموز والحياة ذاتها تبدأ باحترام تلك الرموز،وبدونها الحياة باردة،فارغة،مملة،دون معنى.
الرموز تصنع الحياة،تصنع الانسان،تصنع الماضي والذكريات،وهل نحن نسوى شيئا بدون الماضي وبدون الذكريات ، وهل نحن نسوى شيئا بدون الماضي وبدون الذكريات وبدون جوارير الرموز في خزانات البنات!
- بروزيها!
- لأ،بدي البسها!
أجبته بتحد واضح لألغي من امامي رجل بارد عديم المشاعر وعديم الرموز.اعشق بلوزتي القديمة وأعشق من أهداني اياها..ستحيا معي وتتنفس معي وتموت معي...
"طبعا الحكي مش للجميع"
- لويش هاي؟سالني
- هاي أول بلوزة اهداني اياها حبيبي! أجبته
- بروزيها! قالها باستهزاء
لقد كان استهزاءه مقصودا،"بروزيها"، كلمة أساءت لي ولذكرياتي ولرموزي،لبلوزتي،لرمز كنت أود أن أرممه وأن أحتفظ به لأبد الابدين،يحيا معي ويموت معي وهكذا هي الرموز.
نحن النساء نمنح الرموز في حياتنا تاريخ ميلاد نحتفل به في كل سنة،نحتفل بتاريخ أول قبلة ونحتفل بتاريخ أول لمسة يد،نذكر أول طاولة تسامرنا حولها في المقهى البعيد،نملأ جواريرنا بالكراكيش،بالرموز،بتذكرة أول فيلم سينما شاهدناه سوية وبأول كرت معايده كتبوه لنا.هناك من تحتفظ بحبة ملبس أهداها اياها،وهناك من تذكر أول أغنية كان يرددها امامها بلهفة غير عادية،وهناك من تذكر ان تشيع رموزها وذكرياتها في جنازة او اكثر في السنة،ما يعادل عدد الرموز المحفوظة بعناية في جارور خزانتها.
أنتم..كم أنتم ماهرون في دفن الرموز،في تجاهل الرموز وتناسيها،في السخرية منا ومنها،رومانسيات،خياليات، غير واقعيات،تافهات..تصفوننا..و"عمليين" تصفون انفسكم،عمليين لدرجة ان رزنامتكم العملية لا تتسع لتذكر تاريخ بسيط مثل عيد ميلاد واحدة منا،عمليين وبارعين ومتفرغين لكسر أكبر عدد من القلوب التي ستحتفظ بجواريرها باكبر عدد من الرموز التي ستتركونها لنا.
تحلو جواريركم من هذه الرموز لكنها مملوءة بسجلات الخيانات،الاستهتارات والاهانات،اهانة ان لا تتذكر تاريخ ميلادها،اهانة أن لا تتذكر مكان وزمان أول قبلة،اهانة ان لا تتذكر أنها لا تحب شرب القهوة بل تحب شرب الشاي مع النعناع،ليست تفاهات،بل رموز،والحب يبدأ باحترام تلك الرموز والحياة ذاتها تبدأ باحترام تلك الرموز،وبدونها الحياة باردة،فارغة،مملة،دون معنى.
الرموز تصنع الحياة،تصنع الانسان،تصنع الماضي والذكريات،وهل نحن نسوى شيئا بدون الماضي وبدون الذكريات ، وهل نحن نسوى شيئا بدون الماضي وبدون الذكريات وبدون جوارير الرموز في خزانات البنات!
- بروزيها!
- لأ،بدي البسها!
أجبته بتحد واضح لألغي من امامي رجل بارد عديم المشاعر وعديم الرموز.اعشق بلوزتي القديمة وأعشق من أهداني اياها..ستحيا معي وتتنفس معي وتموت معي...
"طبعا الحكي مش للجميع"